الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد المنصف خماخم : الصفاقسية سيتّحدون من أجل بعث فضاء ترفيهي سياحي ومركز أعمال عالمي وجامعة أمريكيّة ومدنية عصريّة

نشر في  19 فيفري 2014  (10:40)

الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس لم يعد قادرا على القيام بدوره بسبب التجاوزات التي حصلت في الانتخابات

في «السي.آس.آس» حلمنا الكبير رابطة الأبطال وسنّة التداول سبب احتجاجي على التسيير!


حبّه لمدينة صفاقس وحرصه على التصدّي لكلّ من يهمّشها كلّفه الاقصاء والتضييق من قبل «ماكينة» العهد السابق فأصبح رجل الأعمال المنصف خماخم يمثّل ظاهرة تزعج الكثير من الأطراف.. لهذا تجنّدت من أجل إسكات صوته ونسف كلّ جهوده التي بذلها بهدف ان ترى عديد المشاريع الكبرى النّور وحتى لا تنال صفاقس حظّها في التنمية.. كانت رسائله متواصلة سواء من خلال اشرافه على منظمة الأعراف بالجهة وخطاباته الملغومة أمام رئيس الوزراء الذي يفتتح معرض صفاقس الدولي أو عبر عدد التظاهرات التي نظّمها لدعوة رجال الأعمال والمواطنين للضّغط على السلطة المركزية لكي تتخلّى عن المماطلة والتسويف.


أفكاره البنّاءة وبرامجه الهادفة  تحظى باحترام كل «الصفاقسية» وآخرها دعوته لبعث شركة لتنمية صفاقس تكون أنموذجا يعمّم على باقي الجهات.
التقيناه  وتحدّثنا اليه في عديد المواضيع فكان الحوار التالي..
أين أنت بعد الثورة وما هو موقفك مما يحدث بالبلاد اليوم؟
ـ أنا مهتم بالشأن الوطني والاقتصادي ومشغول أكثر بعائلتي ومشاريعي وأعمالي.
ألم تنخرط في بعض الأحزاب؟
ـ الحقيقة تربطني علاقات طيّبة مع بعض الأحزاب فقط دون الانتماء لهذا أو لذاك...
تقييمك لفترة ما بعد 14 جانفي 2011؟
ـ هي فترة انتقالية لم يتعود عليها الشعب التونسي والسياسيون في تونس، عرفت البلاد حراكا سياسيا كبيرا ونحن بصدد التدرّب على التفاعل والحوار والتعايش.. هناك العديد من السلبيات لكن لا ننكر المحاسن والايجابيات التي تحقّقت رغم حساسيّة المرحلة وصعوباتها..
هل تعتبر ما تحقّق مؤخرا (دستور ـ هيئة انتخابات...) مكاسب سترضي الشعب؟
ـ  هي فعلا مكاسب، لكن تبقى مسألة الرضا نسبيّة لأنّه كان بالإمكان أحسن ممّا كان.. لكن عندما نقارن أنفسنا بما يحدث في بلدان الرّبيع العربي فإنّنا حققنا ما حقّقناه بأقل أضرار.
هناك حديث عن تنازلات وصفقات على حساب مصلحة الشعب؟
ـ صحيح،  لكن في الوضع الحالي ليست لنا خيارات أخرى خاصّة في ظلّ الحراك السياسي والتجاذبات التي نعيشها وأعتقد انّ النتائج التي تحقّقت طيّبة رغم أنّه كان بالإمكان أحسن ممّا كان.
هل تعتبر انّ حكومة مهدي جمعة قادرة على تحقيق آمال التونسي؟
ـ قدوم هذه الحكومة أعاد الأمل «للتوانسة» وساهم في الاستقرار والهدوء السياسي وهذا أمر  إيجابي لهذه المرحلة.. لكن في كلّ الأحوال لا يمكن ان نحكم على النّتائج الآن.
هناك اتهامات بالتدخّل الأجنبي في الشأن الوطني؟
ـ هذا ممكن.. لكن عندما يكون هناك تدخل أجنبي ايجابي مفيد فلا مانع، فإذا كان سياسيونا غير قادرين على توفير الحلول فإنّ التدخّل الأجنبي الهادف إلى دعم البلاد واستقرارها ومساعدتها على تجاوز أزماتها من خلال اختيار حكومة تكنوقراط مستقلّة قادرة على قيادة المرحلة القادمة وتأمين الاستحقاقات الانتخابيّة يعتبر امرا ايجابيا طالما لم يمسّ هذا التدخّل من سيادتنا واستقلاليّة قرارنا.
كيف تتابع ظاهرة الارهاب في البلاد؟
ـ الارهاب في ايّ بلد لا يمكن ان ننكر انعكاساته وتأثيره على نفسيّة المواطن والاقتصاد، نتمنّى أن يتمّ السيطرة على هذه الظاهرة والقضاء عليها حتى لا تتفشّى.
عرفت قبل الثورة كأشرس المدافعين عن جهة صفاقس والمدافعين عن برامج التنمية بها، فهل مازلت على شراستك؟
ـ هاجسي الأساسي هو دفع الاقتصاد الوطني بصفة عامّة باعتباري رجل أعمال..  فأمام تراجع الاستثمار الخاصّ وعجز الدولة على خلق مشاريع التنمية في الجهات طرحت مشروعا لتنمية الجهات حسب الوضع الذي نعيشه وهو خلق شركات تنمية جهوية يشارك فيها المستثمرون الخواص من أبناء الجهة كل حسب امكانياته وخلق رأس مال يمكّننا من إقامة المشاريع  الكبرى التي لا يقدر عليها الخواصّ من الجهة بصفة فردية وهي فكرة تهدف الى تشريك ابناء الجهة في دعم جهد الدولة.
وكبداية  سننطلق من صفاقس التي أعرفها جيّدا وقد انطلقت في العملية التحسيسيّة وكانت ردود الفعل ايجابيّة وأعرب عديد المواطنين ورجال الأعمال عن تحمسهم لهذه الفكرة.
ما هي أهمّ المشاريع التي يمكن المراهنة عليها؟
ـ الأولوية ستكون للمشاريع الكبرى التي تفوق ميزانيتها 150 مليون دينار على غرار مشروع «تبارورة» الذي  يمكن انجازه بتمويل وطني عوض اللجوء الى الاستثمار الأجنبي تفاديا لنزيف العملة الصّعبة هذا فضلا عن امكانية تحويل منطقة شطّ القراقنة الى فضاء ترفيهي سياحي وتشييد مدينة عصرية في منطقة عوايد سيدي منصور على ضفاف البحر بها مركز أعمال عالمي ومصحّة وجامعة أمريكية على ان تنال بقيّة المعتمديات حظّها من مشاريع هذه الشركة التي لها مفعول مضاعف..  اضافة الى دفع عجلة التنمية بالجهة فانّها توفّر عائدات هامّة للمساهمين في رأس مالها الذي نطمح الى ان يبلغ في بدايته ألف مليار.
بعد تجربة ناجعة على رأس الاتحاد الجهوي للصّناعة والتجارة انتظرنا عودتك بعد الثورة لكنّك خيّرت هجرة هذا الهيكل؟
ـ لم يكن من أهدافي العودة الى منظّمة الأعراف لترك المجال لغيري لكن للأسف حصلت عديد التجاوزات التي جعلت الانتخابات تتمّ في ظروف غير عادية وهو ما أثّر اليوم على سمعة الاتحاد ووزنه في الجهة حيث لم يعد قادرا على القيام بالدور المناط بعهدته.
اخترت العودة عن طريق غرفة الصّناعة والتجارة؟
ـ فعلا أنا من بين المرشّحين لتحمّل المسؤولية في هذا الهكيل ضمن مجموعة من خيرة الممثّلين لمختلف الحساسيات الاقتصادية لإعداد خطّة لتطوير دور الغرفة حتى تقوم بدور هام للجهة.
يتساءل أحبّاء النادي الصفاقسي عن المنصف خماخم وعن أسباب ابتعاده عن ناديه المفضّل خاصّة على مستوى المسؤولية؟
ـ كما تعلم أنا أعشق النادي الصفاقسي كما لم يعشقه أحد ولا يمكن ان ابتعد عنه أو تحصل بيننا قطيعة فأنا تحمّلت المسؤولية في وقت ما وقدّمت تجربتي وخدمت النادي مع مجموعة هامّة من المسيرين واليوم سنّة التداول تتطلّب أن نفسح المجال لغيرنا وأنا أتابع نشاط النادي بانتظام وخاصّة أصناف الشبّان الذين أكنّ لهم عطفا خاصّا.
كيف تحكم على مردود فريق الأكابر بصفة خاصّة؟
الحقيقة انّ الفريق يقدم مردودا ممتازا وكرة قدم عصرية ولو انّ النجاعة تنعدم في بعض الأحيان، وهو يتكون من عناصر ممتازة.. والمفروض الآن ان نفكّر في مستقبل الفريق واعداد مجموعة اخرى خاصّة بعد المشاركة  في كأس رابطة الأبطال التي نتمنّى ان تكون ناجحة ويتوّج فيها فريقنا.
هناك عديد العناصر التي بدأت تشدّ انتباه النوادي الأجنبية فهل أنت مع فكرة التفريط فيها؟
ـ طبعا الفريق يبقى في حاجة الي دعم موادره المالية ولهذا فانّ مسألة التفريط في اللاعبين هي نتيجة حتمية يستفيد منها النادي واللاعب على حدّ السّواء لأنّ اللاعب له طموح الاحتراف وتحسين وضعه والفريق مطالب كذلك بفسح المجال للعناصر الشابة الأخرى لأخذ فرصتها، وهذا ليس غريب على نادي عاصمة الجنوب حيث سبق ان فرط في عديد النجوم على غرار أولولو والنفطي وماليك وقمامدية ورغم ذلك كانت العناصر المعوّضة في المستوى وحافظت على مكانة النادي محليا وقارّيا.
تقول بعض الأطراف انّ الفريق الوطني عرف نكسات اثناء تعيين طارق ذياب على رأس وزارة الرّياضة، ألا ترى انّ تعيين لاعب سابق لمنصب مثل هذا يبدو غير صائب؟
ـ لا يمكن ان نحكم بهذا المنطق، قد يكون اختيار الشخص غير صائب لكن النّجاح يبقى نسبيا فطارق ذياب قام بأشياء ايجابيّة خلال اشرافه على وزارة الرّياضة وأعتقد انّ الأمر يتعلّق بالرياضي لأن رؤوف لنجار كان قد اضطلع بهذه المهمّة ونجح كما اضطلع بها غيره ممن لاعلاقة لهم بالرياضة ونجحوا كذلك.
يرى البعض انّ الصراع الذي حصل بين الوزير ورئيس الجامعة ساهم بشكل كبير في فشل المنتخب؟
ـ ربما، لكن ما يمكن تأكيده هو انّ عدم نجاح المنتخب يعود أساسا الى غياب الاستراتيجيّة الواضحة من أجل أن يكون له حضور على المستوى الافريقي والعالمي  وأعتقد انّ نجاح المنتخب في المستقبل يبقى رهين مراجعة البرامج وطرق العمل خاصّة على مستوى الجمعيات واعطاء الفرصة للمواهب الشابّة التي تُقبَر مباشرة اثر التحاقها بصنف الأكابر في عمر 19 سنة... لهذا فانّ اللاعب التونسي في حاجة الى العناية في هذه السن حتى يظهر مهاراته ويشارك في المباريات ويطوّر أداءه، وأستحضر هنا ظهور عديد الأسماء مثل بوجلبان ومعلول وحاتم وفي المقابل خسرنا عديد اللاعبين الذين كان بالإمكان ان يكونوا نجوما لكن لم يأخذوا حظّهم.
كيف تفاعلت مع عملية ادراج اسمك في الكتاب الأسود خاصّة انّك ممّن ظلموا في العهد السّابق؟
ـ من مفارقات الحياة ان يندرج اسمي في هذه الوثيقة، استغربت ذلك ربما السيد الرئيس لا يعرف ما فعلته في العهد السابق عن اقتناع، اعتقد انّ وجود  الرئيس المؤقت في الخارج وابتعاده آنذاك عن تونس جعله يجهل مواقف رجال الأعمال ونضالاتهم.. وقد وحرصت شخصيّا على التنمية في الجهات وناضلت بطريقتي دون ان يكون هدفي دخول السّجن أو لعب دورالزعامة.. فقط قمت بواجبي في الدفاع عن جهة صفاقس.
كيف ترى المستقبل السياسي في تونس؟
ـ أنا ليست لديّ طموحات سياسية في الوقت الحالي، لكن ما يهمني هو مستقبل جهتي، ربما تراودني فكرة الترشّح للمجلس الجهوي وما أتمنّاه هو الاستقرار وتطور الاستثمار وايجاد الحوافز التي توفّر لرجال الأعمال المناخ المناسب لدفع عجلة الاقتصاد.

حاوره: الحبيب العونلي